تعرف أكثر عن رؤية السعودية 2030
السعودية، دولة غنية بالتقاليد ومواردها النفطية الوفيرة، بدأت رحلة تحولية في أبريل 2016، كشفت فيها عن رؤيتها الطموحة لعام 2030. يتألف هذا الإطار الاستراتيجي، الذي يقوده مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بقيادة الأمير محمد بن سلمان نائب ولي العهد، من رؤية تصوّر مستقبل حيث تتنوع اقتصاد المملكة، وتقلص اعتمادها على إيرادات النفط، وتمنح شبابها الفرصة، وتعزز مستوى معيشتهم، وتعزز التطور الاجتماعي والثقافي.
نهج ثلاثي الأقسام
تقوم رؤية 2030 على ثلاثة أركان، كل منها يتناول جانباً أساسياً من المجتمع السعودي ومستقبله:
المجتمع النابض بالحياة:
- تطمح السعودية تحت هذا الركيزة إلى رفع جودة الحياة لمواطنيها، وذلك من خلال تحسينات في الرعاية الصحية والتعليم والترفيه. تهدف المملكة إلى جذب جمع غفير من زوار العمرة، وإنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم، ومضاعفة المواقع التراثية المسجلة في اليونسكو، وزرع منظومة ثقافية وترفيهية مزدهرة. تشجيع نمط حياة أكثر صحة وتطوير الحياة الحضرية يعكسان التزاماً بتنمية مجتمع نابض بالحياة.
الاقتصاد المزدهر:
- تقوم التنويع الاقتصادي على هذا الركيزة. تلتزم السعودية بتقليل اعتمادها الاقتصادي على النفط من خلال الخصخصة، وإنشاء صندوق ثروة سيادي بتمويل جزئي من طرح الأسهم لشركة أرامكو السعودية، وتطوير قطاعات غير مستغلة مثل التصنيع والطاقة المتجددة والسياحة. تحديث التعليم، بشكل خاص على مستوى الجامعة، سيزود المملكة بقوى عمل ماهرة تلائم اقتصاداً ديناميكياً. التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة يعد بزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير.
الأمة الطموحة:
- المساءلة والشفافية والفعالية تشكل أساس هذا الركيزة. تمسك السعودية بالتصدي للفساد على جميع المستويات. تسعى المملكة إلى تعزيز الشفافية من خلال توسيع الخدمات الإلكترونية ومعايير الحوكمة. يهدف برنامج الملك سلمان لتطوير رأس المال البشري إلى تدريب أكثر من نصف مليون موظف حكومي على أفضل الممارسات، وهناك جهود تجري لتعزيز القطاع غير الربحي لزيادة الكفاءة والتأثير.
تحقيق الرؤية
لتحويل هذه الرؤية إلى عمل، تم تقديم برامج تحقيق رؤية السعودية (VRPs). تم مراجعة هذه البرامج الـ 11 بشكل دقيق وإعادة توجيهها لتتماشى مع الاحتياجات المتطورة للسعودية وطموحات رؤية 2030:
- جودة الحياة: تحسين رفاهية المواطنين من خلال تعزيز الصحة والثقافة والمساحات العامة.
- برنامج التنمية الصناعية الوطني وبرنامج الخدمات اللوجستية (NIDLP): إنشاء بيئة صناعية ولوجستية متكاملة لجذب الاستثمار الأجنبي ودعم الصناعات المحلية.
- صندوق الاستثمار العام (PIF): تحويل الصندوق إلى واحد من أكبر الصناديق السيادية في العالم.
- برنامج الخصخصة: خصخصة المؤسسات الحكومية لتحفيز الاستثمار القطاع الخاص وخلق فرص العمل.
- برنامج التوازن المالي (FBP): تحقيق توازن في الميزانية الوطنية من خلال زيادة الإيرادات وتقليل النفقات.
- البرنامج الوطني للتحول (NTP): تنفيذ خطة رؤية 2030 بأهداف ومبادرات محددة.
- استراتيجية التجارة الإلكترونية الوطنية: تعزيز نمو التجارة الإلكترونية من خلال تطوير البنية التحتية والتنظيم.
- الصناعات العسكرية السعودية (SAMI): تطوير القدرات الصناعية والعسكرية لخلق فرص عمل وتعزيز نقل التكنولوجيا.
- البرنامج الوطني للطاقة المتجددة (NREP): زيادة نسبة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة.
- برنامج الإسكان: توفير الإسكان بأسعار معقولة بهدف زيادة ملكية المنازل.
- برنامج تطوير رأس المال البشري (HCDP): تعزيز مهارات وقدرات المواطنين السعوديين.
الختام: مستقبل واعد
رؤية السعودية 2030 ليست مجرد خطة؛ إنها دعوة صاخبة للعمل. مع الاستثمار الحكومي والخاص الكبير، والتفاني في الابتكار، والالتزام الثابت، فإن السعودية مستعدة لتحقيق رؤيتها لاقتصاد حديث ومتنوع. مع تقدم المملكة في هذه الرحلة التحولية، يشاهد العالم بفارغ الصبر، حريصًا على مشاهدة ولادة السعودية الجديدة – دولة تعرف من جديد بالطموح والتقدم والازدهار.